يحكى إن في سنوات خلت طلبت الأم من ابنها الزواج فقالت له : يا ابني لديك المنزل و المال و لا ينقصك شي و قد تجاوز عمرك الأربعين سنة و لم تتزوج .
كان عصام دائما يختلق الأعذار فهو لا يرغب في الزواج . ومع إصرار الأم و إلحاحها فجر لها قصته التي أصبحت تتداول بين الناس فقال لها يا أمي ( أنا متزوج منذ أكثر من ( 8 ) سنوات من فتاة من ( الجن ) و أحبها تحبني كثيرا ولدينا ولدان وبنات ولا أريد الزواج بأخرى ) . في بداية الأمر لم تصدقه امه كما انه لم يصدقه احد من الأهل و ألأقارب . ولكن ما يلفت النظر عند الأهل و الأصدقاء و أقربائه انهم عندما يأتون إلي بيته يجدوا كل شي مرتب و منظم حتى قهوة الضيافة يقوم فيحضرها و كان هناك من قام بإعدادها . بل تعدى ذلك إلي الشعور بوجود امرأة داخل البيت تقوم على إدارته . ولكن لا احد يرى شي . كثر الكلام و القيل و القال و الملاسنة من الأهل و بعض المقربين في حق عصام بانه ربما لا يتملك فحولة الرجال لذالك امتنع عن الزواج . فعرض الأمر على زوجته الجنية و طلب منها إن تظهر إمام أمه كما تظهر أمامه رغم انه محرم في شريعة الجن . كانت زوجته الجنية تحبه كثيرا بل تعشقه عشقا عجيبا إلي درجة أنها مستعدة إن تفديه بحياتها إن لزم الأمر و لا ترض إن يمسه اقل مكروه . فقالت له : هذا مخالف لشريعتنا يا زوجي الحبيب و لكنني سوف اظهر أمام امك دائما كما ظهوري أمامك و ادعي من شئت من اهلك و أصدقاؤك و سوف يرونني لمرة واحدة عندما احضر لكم القهوة في صالة الضيوف . و طلب عصام من أمه إن تحضر إلي بيته وعندما طرقت الباب فتحت لها أمرآة أية في الجمال ذات أخلاق ودين و ولدان و طفلة صغيرة و قد عانقتها المرأة و ارتمى في حضنها الأطفال . تمالكت الأم أعصابها و لا تدري تصدق هذا أم تكذبه .. و هل هؤلاء حقا هم أبناء ابنها و زوجته أم إن هذا ظرب من الخيال . جلست الأم مذهوله وسط ترحيب حار من ابنها و زوجته . ثم قال عصام لزوجته احكي إلي أمي كيف تعرفنا على بعض و كيف تزوجنا .. فحكت لها قصت هذا العشق ألدي جمع بين انسي و جني و كيف هما سعيدان في حياتهما و هكذا أصبحت أمه ترى أولاده على الدوام إلي إن فارقت الدنيا . في المساء دعا عصام بعض من أهله و أصدقائه لتناول فنجان قهوة و شي من المرطبات في بيته ولبى الجميع الدعوة وحضروا في الوقت المحدد . و قبل إن تدخل عليهم زوجته قال لهم : أنا دعوتكم لكي أتبت لكم إنني فعلا متزوج من جنية .. لا لشي إلا لكي اخرس الألسنة الجارحة في حقي كوني إني لست رجلا كامل يستطيع الزواج . و رغم إن زوجتي لا تظهر أمام الأنس إلا إنها الآن ستظهر أمامكم و ترونها بأعينكم و هي من سيقدم لنا القهوة . و كل ما أريده منكم إن تحكوا ما ترونه إلي من يشكك في رجولتي فان هذا الشي ازعجني كتير . و ما إن أنها حديثه حتى دخلت زوجته و أطفالها خلفها القهوة إلى زوجها الذي قام بواجب الضيافة . في بادي الأمر لم يصدق الحاضرون إن هده زوجته و هي من الجن و أصابهم الذهول من جمالها الفتان . و لكن بعد إن قال عصام لهم : هده زوجتي كهرمانه و هؤلاء هم أبنائي . احمد / و محمود / و فاطمة .. ثم خرجت كهرمانه و أطفالها . ومن ذلك اليوم صدق الجميع إن عصام متزوج و انه يعيش حياته الطبيعية .
كثيرا في مجتمعاتنا ما يتردد إن في قديم الزمان إن بعض الأنس يتزوجون من الجن و العكس أحيانا .. و من هذا المنطلق استوحيت قصتي هذه التي