عرفت لينا انها لا يمكن ثني مفتاح عن ما ينوي فعله و انها لايمكن و لن تستطيع منعه باي طريقة وهو اصبح ذئب جائع و سوف يفترسها لا محالا فقالت له :
حسنا يا مفتاح يكون كل شي بالرضى فانا لن استطيع منعك لا بالقوة ولا بالأقناع .
و لكن !! .. لي طلب وحيد عندك وهو كما تعرف انا انسانة اخاف الله و اصلي في اوقاتي اريد منك ان تسمح لي بدخول الحمام اتوضاء و اصلي ركعتين عسى الله ان يغفر لي ما انا قادمة علي فعله .
لم يمانع مفتاح و وافق على طلبها و طلب منها ان تعجل في ذلك لانه سيذهب الي احضار امه و اخته الي البيت .
ذخلت لينا الي الحمام توضت و خرجت و مفتاح ينظر اليها بلهفة و لعابه يسيل على فريسته .
القت لينا سجادة الصلاة امامها و صلت ركعتان و سلمت يمين و يسار ثم رفعت يداها الي السماء ودعت الله بصوت عالي قائلة :
( اللهم يا ودود يا ودود يا ودود .. يا ذي العرش المجيد .. يا مبدي يا معيد .. يا فعالا لما يريد .
اسئلك بنور وجهك الذي ملاء اركان عرشك و اشرقت له الظلمات ...
و اسئلك بقدرتك التي قدرت بها على كل خلقك .
و اسئلك برحمتك التي وسعت كل شي اغثني .
لا الله الا انت اغثني
لا الله الا انت اغثني
لا الله الا انت اغثني .. )..
ثم سجدت تسليما الي امر الله ..
ولكن اثناء سجودها سمعت شهقات فنهضت لتجد مفتاح ساجد و يبكي بصوت منخفض .
فقد كان دعاء لينا كما البركان المتفجر في قلب مفتاح هز جميع اركانه زلزل الارض تحت اقدامه زرع في قلبه الخوف و الرعب .
عرف ان هناك قوي جبار تخضع له رقاب الجبابرة .
هناك من هو قوي ينصر و ينتصر للضعيف .
ليس الشيطان ثالتهما كما قال .. بل الله شاهد عليهما و قد تمسك لينا بعروته الوثقى فلن يستطيع الوصول اليها .
عرفت لينا انها اصبحت في حمى الله عز و جل فذهبت اليه و قالت :
انهض يا مفتاح افتح لي الباب واتركني امضي و انت اذهب توضئ و صلي ركعتين استغفرا فانا قد سامحتك من كل قلبي و عسى الله ان يتم عليك هديك ..
نهض مفتاح و قام بفتح الباب لها و قبل ان تغادر ترجاها ان تسامحه و تستر ما رأت منه .
فقالت له :
يا مفتاح انا سامحتك عندما رأيتك ساجد و تبكي كما انا القلب الدي يحب لا يمكن الا ان يسامح ..
و خرجت لينا وذهبت الي بيتها ..
اما مفتاح رجعا مسرعا و دخل الحمام و توضاء و صلى ركعتان بكى فيهما بين يدي الله استغفارا ثم ذهبا مسرعا احظار امه و أخته من بيت الاقارب و ذهب الي المسجد القريب من بيته فقد حان وقت صلاة المغرب فقد اخد عهدا عند الله ان لا يتعرض الي فتاة وان يتقي الله في نفسه و في الاخرين و ان يحافظ على صلواته لانها هي الرباط مع الله و انها تنهى عن الفحشاء و المنكر ..
و عند خروجه من المسجد استوقفه المؤذن و قال له :
ما ان دخلت المسجد حتى عرفتك اقصد عرفت وجهك فقد رأيتك فجر اليوم في المنام .
دخلت معنا المسجد للصلاة و كنت اسود الوجه .. فجاء رجل يشع نورا و البسك ثياب بيضاء و جلس يراقبنا حتى اتممنا الصلاة وما ان اتممنا الصلاة حتى اصبح وجهك ابيضا .. فما هي قصتك يا اخي .
تهلل وجه مفتاح و اصبح يقول بشرك الله بالجنة .. بشرك الله بالجنة .. قد رضي الله عني و غفر لي .. كنت عاصي و ثاب الله عليا .
و منذ ان سمع مفتاح هذا الحديث الدي اعتبره بشارة من الله عن طريق عبدا من عباده اجتهد في رضى الله و اصبح محافظ على صلواته واضعا مخافة الله نصب عيناه في كل شي ..
سمعت لينا هذه قصة مؤذن المسجد و رأت ثوبة مفتاح التي كانت هي احد اسبابها فقلت الي اخته لو مفتاح يرضى بالزواج بي اكن اسعد الناس فوالله قلبي خفق له مند ان حكيت معك في المرة السابقة و لكن كنت خائفة منه .
رددت سالي هذا الكلام الي اخيها مفتاح ففرح كثيرا و تقدم لخطبتها و ثم الزاوج و عاشا
الاثنان في سعادة و هناء ..